كيف عادت تويز آر أص من جديد؟

بعد الإفلاس.. كيف عادت " تويز آر أص" من جديد؟

من سنتين تقريبًا عدد كبير من الأطفال والكبار جالهم إحباط وحزن لما أعلنت سلسلة محلات لعب الأطفال "تويز آر أص- Toys "R" Us" إفلاسها وخروجها من عالم الأعمال بعد تراكم الديون عليها، ودي حاجة تسببت في فراغ كبير في صناعة الألعاب سواء بالنسبة للمستهلكين أو العمالة أو الموردين، علشان كده لما تم الإعلان عن عودة سلسلة المحلات من تاني كان في ترحيب كبير بالخبر، بس كمان كان في تساؤلات عن إزاي قدرت ترجع؟ وإيه هي الحاجات اللي المفروض تعملها علشان تتفادى اللي حصلها ده وما يتكررش تاني؟

الحقيقة إن أنباء عودة "تويز آر أص" بدأت من أكتوبر اللي فات لما نشرت صفحتهم الرسمية على "تويتر" تغريدة عن الزرافة جيفري الشعار المميز ليهم وإنها رجعت من السفر وإنها مستعدة إنها تلعب مع الأطفال من جميع الأعمار من تاني، لكن ما كنش فيه أي تصريحات رسمية عن تفاصيل العودة دي ولا هتتم في أي وقت.

لحد ما في أبريل اللي فات بدأت تظهر ملامح العودة اللي بتقودها شركة "تي أر يو كيدز براندز- Tru Kids Brands" اللي أسسها مجموعة من الدائنين اللي كانوا شايفين إن الخيار الأفضل هو إنهم يحاولوا إعادة إحياء السلسلة بدل ما يبيعوها، وعلشان كده وصفوا شركتهم بإنها هتكون الراعية لكل العلامات التجارية اللي كانت تابعة لـ"تويز آر أص" وأنها بتستهدف تنمية المجموعة وتقديم خدماتها للأطفال والأبوين في المحلات العادية والالكترونية كمان.

وفعلًا أعلنت عن تخطيطها لإطلاق متجر إلكتروني خاص بيها، وعن افتتاح عدد من المحلات خلال إجازات الكريسماس القادمة لكن عددها هيكون أقل من قبل كده ومساحتها هتكون أصغر يعني هتبقى ما بين ألفين إلى 3 آلاف متر مربع بعد ما كانت مساحتها بتتراوح ما بين 6 آلاف و15 ألف متر مربع. 
وكمان المحلات الجديدة هيكون فيها مناطق تعليمية وترفيهية للأطفال وهيُسمح للآباء والأمهات بالاشتراك مع أولادهم، وكمان هيقدر الأطفال يشوفوا كل الألعاب ويختبروها قبل شرائها، ده غير إنه هيكون في مكان مخصص للمناسبات الخاصة علشان الأطفال يعملوا أعياد ميلادهم أو أي احتفال خاص بيهم.

وده لأن شركة "تي أر يو كيدز براندز" بتتعامل مع إعادة الانطلاق على إنه شبه تأسيس شركة ناشئة جديدة محتاج تركيز ودقة وبذل مجهود كبير، وعلشان كده عملت تغييرات في خطة العمل بتاعتها يعني مثلًا هنلاقي إن الهدف من تصغير مساحة المتاجر وتخصيص مناطق للعب هو إنهم يوفر لعملائهم تجربة تسوق حميمية تخليهم عايزين يقعدوا جوا المحل لأطول فترة ممكنة وكمان ييجوا المتاجر بشكل متكرر بدل من شراء الألعاب من على "أمازون" أقوى منافس ليهم.

وده لأن القائمين على الشركة الجديدة مقتنعين إنه إذا كانت تفضيلات المستهلكين بشكل عام وعادات التسوق بتاعتهم اتغيرت على مدار السنوات هنلاقي إن ده ما حصلش أبدًا مع الأطفال اللي دائمًا عندهم رغبة في اكتشاف العالم ولمس كل حاجة واللعب والانطلاق، وبالتالي هتفضل متاجر الألعاب الواقعية ليها الأولوية عندهم عن المتاجر الإلكترونية وكل ماقعدوا فيها مدة أطول زادت فرص شرائهم للألعاب.

كمان شركة "تي أر يو كيدز براندز" قرروا يخفضوا التكاليف اللي بيصرفوها فهنلاقي مثلًا إنهم هيطلبوا المنتجات عند الاحتياج لها عن طريق شحنات من الشركات المصنعة بدل من تخزينها وهيدفعوا الفلوس لما البضاعة تطلع من المتجر.

ده غير كمان الشراكة اللي عملتها مع سلسلة محلات البقالة "كروجر- Kroger" واللي على أساسها حطوا صناديق ألعاب الزرافة جيفري في 600 فرع لهم علشان يبدأوا يبيعوا من جديد ألعاب "تويز آر أص" وينبهوا الناس لعودتهم من تاني للسوق بس بشكل تدريجي. 
ومن ناحية تانية، هنلاقي إن الشركة عاملة حسابها على افتتاح مزيد من الفروع السنة الجاية داخل وخارج أمريكا، وفيما يتعلق بالعمالة أعلنت الشركة إنها هتدي العمال والموظفين السابقين الأولوية في التعيين في الفروع اللي بتفتتحها خاصة إن السلاسل القديمة كان بيشتغل فيها أكثر من 30 ألف شخص في أمريكا لوحدها.

وفي النهاية، عايزين نقول إن قصة "تويز آر أص" مهمة وملهمة لكتير من رواد الأعمال لأنها بتورينا إن سواء كنت في بداية مشوارك أو حتى بعد ما تكبر في السوق لو أخدت قرارات غلط ممكن تختفي، لكنها كمان بتقولنا إن ده لو حصل مش نهاية العالم لأنك ممكن ترجع تاني بس لازم تكون اتعلمت من أخطائك وتكون اشتغلت عليها. 
وده اللي حصل بالضبط مع "تويز آر أص" اللي

على الرغم من إفلاسها من سنتين بسبب المشاكل المالية والمنافسة الحامية مع عمالقة البيع بالتجزئة عبر الانترنت وعلى رأسهم "أمازون" قدرت تحتفظ بأكثر من 9.5 مليون متابع نشط على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي وده كان إشارة مهمة لإمكانية العودة بطريقة جديدة بدل من تفكيك العلامة التجارية.

وفعلًا نقدر نقول إن الخطوات الجديدة اللي تم اتخاذها بتحاول تعالج المشكلات اللي تسببت في الإفلاس زي إنها كانت محتاجة تعيد النظر في علاقتها بعملائها وتقدم لهم تجربة جذابة وممتعة، مع توسيع دائرة أنشطتها أكثر علشان ما يروحوش للمنافسين ودي حاجة بيحققها التصور الجديد للفروع. 
ده غير كمان فكرة العمل على ضغط النفقات وشراء الألعاب عند الطلب ودي حاجة صحيح فيها مخاطرة لكنها بتمنع تكرار سيناريو ازدحام الأرفف بالألعاب بشكل غير محسوب، وكمان خطوة تنفيذ شراكات مع سلاسل كبيرة في السوق واختيار موسم إجازات الكريسماس كموعد للعودة للجماهير يعتبر قرار ذكي بيسمح لهم إنهم يكملوا مسيرتهم من جديد مع أطفال العالم.