ويمبي في مصر.. قصة قصيرة حزينة
كيف يمكنك إنشاء عروض تقديمية مقنعة تبهر زملائك وتثير إعجاب مديريك؟ اكتشف ذلك من خلال دليلنا المتعمق حول العروض التقديمية لتجربة المستخدم.

لو انت من سكان الهرم اكيد هيكون عدى عليك وانت راكب أي مواصلة هناك جملة "نزلني عند ويمبي ياسطى"، عمرك فكرت مين ويمبي وليه في منطقة متسميه باسمه؟ تعالى احكيلك الحكاية من الأول.
تاريخ مطعم ومبي
ويمبي ده كان سلسلة مطاعم وجبات سريعة متخصصة في ساندوتشات البرجر، أسسها واحد اسمه "ادوارد جولد" سنة 1934 في أمريكا وقدر يحقق نجاح كبير جدا ووصل في عز مجده إنه فتح 25 فرع في أمريكا، ومن نجاحه ده قرر إنه يتوسع بره أمريكا فباع اسم ويمبي في بريطانيا لشركة اسمها J. Lyons & Co”.” ويمبي ساعتها كان من أوائل سلاسل مطاعم الوجبات السريعة اللي بتفتح في بريطانيا وبسبب النجاح الكبير اللي حققه المطعم هناك وصل عدد فروعه لحوالي 500 فرع.
وعلى المستوي العالمي "ادوارد جولد" عمل شراكة مع نفس الشركة J. Lyons & Co”.” سنة 1957 من خلال إنهم عملوا شركة ويمبي إنترناشيونال وكانت مسئولة عن إدارة وبيع حقوق امتياز سلاسل مطاعم ويمبي في كل دول العالم خارج أمريكا، وبالفعل وفي أوائل السبعينات الشركة قدرت إنها تبيع حقوق الامتياز لحوالي 1500 فرع في أكتر من 23 دولة على مستوى العالم.
في أمريكا للأسف ومع احتفاظ جولد بحقوق الشركة جوه أمريكا لنفسه، المطعم مقدرش يحتفظ بنجاحه وبعد ما كان وصل لحوالي 25 فرع، فضل يتراجع ووصل لحوالي 9 فروع بس في وقت وفاة المؤسس "جولد" وبعد وفاته اختفى ومبقاش له وجود تماما وده بسبب إن محدش حاول إنه يشتري الاسم والعلامة التجارية للمطعم.
ويمبي wimpy مصر
نيجي بقي لمصر وحكاية ويمبي فيها، ويمبي دخل مصر سنة 1971 وساعتها كان يعتبر أول سلسة مطاعم برجر عالمية تفتح في السوق المصري وكانت سندوتشات البرجر دي اختراع أمريكاني جديد على المصريين اللي مكنش منتشر فيها غير يمكن محلات الكباب وقتها.
ويمبي فتح أول فروعه ويعتبر أشهرها في شارع البطل احمد عبد العزيز بالمهندسين، وكانت الناس بتعتبره الخروجه الرسمية في الأعياد أو أي مناسبة سعيدة فلما أب يحب يكافئ ابنه على نجاحه كان يوديه ويمبي عشان يأكله ساندوتش البرجر الخطير ده، النجاحات اللي حققها فرع المهندسين أدت لافتتاح فروع تانية في مدينة نصر ومصر الجديدة والزمالك والهرم (عرفت مين ويمبي الهرم ده بقي؟) .
أسعار ويمبي كانت بالنسبة للوقت ده غالية وعلى حد قول المصريين كانت "للناس الهاي"، فاكرين محمد صبحي في فيلم "هنا القاهرة" لما باع ساعته بأربعه جنيه عشان يروح هو وسعاد نصر يغديها هناك وكان ممكن في مقابل ده يأجر أوضة في أوتيل عشان يباتوا فيها؟ وويمبي كان بيستخدم أساليب كتيرة للدعاية أشهرها ساعة لما حسام حسن جاب جول صعود مصر لكأس العالم سنة 1989 وعملوله عرض أنه يروح يفطر ويتغدى ويتعشى هناك ببلاش.
بس نجاح ويمبي الكبير في مصر ده مستمرش كتير وفي سنة 1998 قفل آخر فرع له ويمكن ده لأسباب كتير منها انتشار مطاعم الأكل السريع في مصر بشكل كبير زي ماكدونالدز مثلا واللي مقدرش ينافسها وكمان غلو أسعاره وسوء الخدمة مقارنة بيهم وظهور شائعات كتير انتشرت وقتها بين المصريين عن سوء جودة البرجر اللي بيقدمه.
الحقيقة إن تراجع ويمبي ده كان مراية للتراجع اللي بيحصل للبراند في العالم كله وتعتبر جنوب افريقيا هي الناجي الوحيد من عملية التراجع دي فالبراند فضل محتفظ بمكانته لغاية دلوقتي، أما في بريطانيا وفي بداية الثمانينات وبعد استحواذ شركة اسمها "يونايتد بيسكتس " عليها، بدأت ويمبي تخسر لصالح ماكدونالدز وده خلاهم يحولوا كتير من المطاعم التقليدية بتاعتهم لنظام التيك أواي عشان تقدر تقاوم منافسيها الجداد في السوق، لكن للأسف ويمبي مقدرتش تصمد وتراجعت بشكل كبير.
وتعتبر سنة 1989 هي السنة الأبرز في تاريخ ويمبي وده لما اشترتها شركة اسمها ميتروبوليتان وقامت بتحويل 300 فرع مرة واحدة عشان يكونوا تحت اسم " برجر كينج" وبكده أصبح ماكدونالدز وبرجر كينج هم المسيطرين، وويمبي وسطهم بقي عامل زي حصان طروادة اللي خده برجر كينج كوسيلة يقدر ينافس بيها ماكدونالدز.
حكاية ويمبي wimpy لسه منتهتش
حكاية ويمبي لسه مانتهتش، في 2003 شركة " Famous Brand” الجنوب افريقية استحوذت على حقوق الامتياز في جنوب افريقيا وبعدها في 2007 ضمت ويمبي بريطانيا لمجموعتها، وأصبحت هي اللي بتدير عملية الفرانشيز وتحصيل رسوم حقوق الامتياز من الفروع الأخرى على مستوي العالم.
ويمبي تحت سيطرة الشركة دي أصبحت بتمتلك أكثر من 500 فرع في جنوب افريقيا وده بيجعلها الأكبر والأكثر نجاح في نظام الفرانشيز الخاص بويمبي، ده غير المحاولات اللي بتعملها الشركة مؤخرا ع تقدر ترجع ويمبي مرة تانية لمكانتها واعتمداها الأكبر يمكن هيكون على النوستالجيا وذكريات المطعم القديمة مع الناس.
خلاصة حكايتنا بتقول إن بعد ما كان ويمبي براند ناجح بيمتلك أكتر من 1500 فرع في أكتر من 23 دولة، فشل وتراجع وأصبح مقتصر على بعض الفروع في بريطانيا وجنوب أفريقيا حاليا، وفي الحقيقة إن فشل ويمبي الساحق ده يعتبر نموذج في كيفية فشل الإدارة في استخدام العلامة التجارية للمنتج بشكل صح وافتقارها للرغبة في تأكيد نفسها دايما في نظر الجمهور، بالعربي كده "رفعوا راية الاستسلام بدري أوي".